ليلة سقوط بغداد

أما العراق فبالفعل هو جرح غائر للغاية ومازال ينزف من علماءه ومن مبدعيه أيما نزيف .. إنه لشيئ مؤسف بالنسبة لنا العرب نعم قد أوفقكم أننا قد فقدنا جزءا كبيرا من الأمل في النهوض بهذه الأمة .. ولكن بالتأكيد لم نفقد الأمل كله .. بالفعل الشعب العراقي شعب مثقف مطلع محب للقراءة وقد قرأت في مكان لمعارض عراقي سابق لنظام صدام حسين يعترف فيه بندمه على ما بدر منه من معارضة لصدام حسين ويذكر أن جزء من أجهزه مخابراته الداخلية كانت تجبر العراقيين الأميين الكبار على الذهاب إلى المدارس لنيل العلم !!

نعم العراق كانت قوة فكرية وثقافية بالإضافة إلى كونها منجم تاريخي غني جدا .. في باقي الدول العربية اليوم لا يختلف الوضع كثيرا عن العراق من حيث أن المواطن العربي مشغول بالبقاء على قيد الحياة أكثر مما يبذل ليثقف نفسه ويعلمها .. يذكرني ذلك بأحد الزملاء الذي كان كثيرا ما يشكو لي ضيق الحال وشظف العيش، فأخبرته ليس من المهم أن تكون على قيد الحياة المهم كم من الإطلاع تملك !! رد مجددا بالشكوى وضنك الحياة .. أخبرته مجددا أنه ما دامت أهدافنا عظيمة في هذه الحياة بالتأكيد نستطيع أن نصبح عظماء، فلو لا حظنا أن عددا كبيرا من شبابنا - أمل الحاضر والمستقبل- همه كيف يبني تلك "الخربه" ومن أي مصرف يستدين ثمن سيارته ثم بعد ذلك الهدف الأعظم من حياته الذي يشعر أنه لأجله ولد ومن أجله خلق ومن أجله يحيا ويموت .. الزواج !!!! يتزوج ومن ثم ينطفئ وجوده الحقيقي في هذه الحياة فلا يقرأ كتابا ولا يطلع إلا من رحم ربي .. بالتالي علينا أن نعمل على إصلاح ذواتنا وهو مفتاح فلاح أمتنا العظيمة ..


اما الكويت .. كان عندهم جرأة ويتكلمون عن أحداث حرب الخليج الثانية نعم هذا كان الحاصل وذلك حتى لا ينسى الشعب الكويتي -بإيعاز أمريكي- ما حدث له إبان الغزو .. ولكن ما ننساه نحن أن الكويت من أكثر الدول الخليجية دمقرطة ففيها يشارك مجلس الأكة في التشريع ومحاسبة وزرائهم بل وإعفابهم من مناصبهم .. عندهم السياسة يصنعها الشعب الكويتي على الأقل الداخلية .. أما الخارجية فتمليها عليها - كحال معظم دول الخليج - الأحداث الإقليمية وتحالفاتها المختلفة .. فنحن نرى مثلا أنه رغم تأييد الشعب الكويتي لحزب الله في حرب الصيف الماضي إلا أن الكويت كانت ذيلا للسعودية والأردن ومصر .. ولكن ما تزال الكويت - على الأقل في نظري - أفضل الدول الخليجية من حيث الحرية السياسة الداخلية .. فالوزير معهم لا يورث وزارته ولا يظل في منصبه حتى يموت .. مثلما هو الحال في كثير من الدول الخليجية التي يتفرد فرد واحد في كل المسئولية ولكن له الكثير من الأيدي يعمل العامة على إلقاء اللوم على هذه الأيدي ولا يجدون لمحاسبتها سبيلا .. ما تزال الكويت - الداخل - بالف خير ونعمة بل إني أراها أفضل الدول العربية الآسيوية ديموقراطية وحرية ..

أعتذر بشدة على الإطالة ،،

السلام عليكم ..
ففي بلاد لا يحق لعضو مجلس الشورى أن يعقب على كلام سيادة ومعالي الوزير الموقر الرشيد - بمعنى آخر عليه أن يقبله مهما "غصبا عليه" - يصبح من غير المنطقي حتى التفكير في إمكانية انبثاق انتخابات جامعية .. وهذا بالفعل ما وافق عليه طلاب الجامعه عند إستلامهم لبطاقتهم الجامعية كما ذكر الفاضل محمود ..

ولكن دعونا نتحدث في الممكن .. فمثلا لماذا يهتم الكثير من شبابنا بمباريات ليفربول وتشيلسي وبرشلونة ولا يهتمون "فكرا" لما يسمعونه من معاناة يعيشها إخوانهم العرب في شرق وغرب؟! هنا منبت الإصلاح، نصلح أنفسنا ومن نياتنا فيصطلح المجتمع والبلاد ..

التجربة الكويتية في مشروعها الديمقراطي ليست بتلك الكمال الذي تتصوريه .. من أكبر المشاكل التي تواجه الكويتين اليوم هي أن الإنتخابات ما زالت في معظمها قائمة على هواجس قبلية وليست على توجهات سياسية أو على أساسيات تهم المواطن الكويتي بصفة عامة .. ولكن من أكبر إيجابيات تجربتهم أن كتلة كبيرة من الإسلاميين موجودون في هذا البرلمان بالتالي تأتي الكثير من تشريعاتهم منسجمة مع الدين الحنيف ومعبرة "بصورة أكبر" عن الهوية الإسلامية للكويت ..